تفسير و معنى الآية 112 من سورة هود عدة تفاسير, سورة هود : عدد الآيات 123 - الصفحة 234 - الجزء 12.
التفسير الميسر |
---|
فاستقم -أيها النبي- كما أمرك ربك أنت ومن تاب معك، ولا تتجاوزوا ما حدَّه الله لكم، إن ربَّكم بما تعملون من الأعمال كلها بصير، لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم عليها. |
تفسير الجلالين |
---|
«فاستقم» على العمل بأمر ربك والدعاء إليه «كما أمرت و» ليستقم «من تاب» آمن «معك ولا تطغوْا» تجاوزوا حدود الله «إنه بما تعملون بصير» فيجازيكم به. |
تفسير السعدي |
---|
ثم لما أخبر بعدم استقامتهم، التي أوجبت اختلافهم وافتراقهم, أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن معه، من المؤمنين، أن يستقيموا كما أمروا، فيسلكوا ما شرعه الله من الشرائع، ويعتقدوا ما أخبر الله به من العقائد الصحيحة، ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسرة، ويدوموا على ذلك، ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الاستقامة.وقوله: إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ْ أي: لا يخفى عليه من أعمالكم شيء, وسيجازيكم عليها، ففيه ترغيب لسلوك الاستقامة، وترهيب من ضدها |
تفسير البغوي |
---|
قوله عز وجل : ( فاستقم كما أمرت ) أي : استقم على دين ربك ، والعمل به ، والدعاء إليه كما أمرت ( ومن تاب معك ) أي : ومن آمن معك فليستقيموا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب .أخبرنا الإمام الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان ، أخبرنا والدي إملاء ، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ، حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " .( ولا تطغوا ) لا تجاوزوا أمري ولا تعصوني ، وقيل : معناه ولا تغلوا فتزيدوا على ما أمرت ونهيت .( إنه بما تعملون بصير ) لا يخفى عليه من أعمالكم شيء . قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية هي أشد عليه من هذه الآية ، ولذلك قال : " شيبتني هود وأخواتها " .أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا عبد السلام بن مطهر ، ثنا عمر بن علي ، عن معن بن محمد الغفاري ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " . |
تفسير الوسيط |
---|
ثم أمر الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالتزام الصراط المستقيم فقال- سبحانه-: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.والفاء للتفريع على ما تقدم من الأوامر والنواهي.والاستقامة- كما يقول القرطبي- هي الاستمرار في جهة واحدة من غير أخذ في جهة اليمين والشمال ... » .والطغيان: مجاوزة الحد. ومنه طغى الماء، أى ارتفع وتجاوز الحدود المناسبة.والمعنى: لقد علمت- أيها الرسول الكريم- حال السعداء وحال الأشقياء، وعرفت أن كل مكلف سيوفى جزاء أعماله.وما دام الأمر كذلك فالزم أنت ومن معك من المؤمنين طريق الاستقامة على الحق، وداوموا على ذلك كما أمركم الله، بدون إفراط أو تفريط، واحذروا ان تتجاوزوا حدود الاعتدال في كل أقوالكم وأعمالكم.ووجه- سبحانه- الأمر بالاستقامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تنويها بشأنه، وليبنى عليه قوله- كَما أُمِرْتَ، فيشير بذلك إلى أنه- عليه الصلاة والسلام- هو وحده المتلقى للأوامر الشرعية من الله- تعالى-.وقد جمع قوله- تعالى- فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ أصول الإصلاح الديني وفروعه، كما جمع قوله- تعالى- «ولا تطغوا» أصول النهى عن المفاسد وفروعه، فكانت الآية الكريمة بذلك جامعة لإقامة المصالح ولدرء المفاسد.قال الإمام ابن كثير ما ملخصه: يأمر الله- تعالى- رسوله وعباده المؤمنين في هذه الآية بالثبات والدوام على الاستقامة، لأن ذلك من أكبر العون على النصر على الأعداء، وينهاهم عن الطغيان وهو البغي، لأنه مصرعة حتى ولو كان على مشرك» .وقال الآلوسى: والاستقامة كلمة جامعة لكل ما يتعلق بالعلم والعمل وسائر الأخلاق.أخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن الحسن أنه قال، لما نزلت هذه الآية قال صلى الله عليه وسلم شمروا شمروا، وما رؤي بعد ضاحكا» .وعن ابن عباس قال: ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أشد من هذه الآية ولا أشق» .وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: «قل آمنت بالله ثم استقم» .وجملة إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ تعليل للأمر بالاستقامة وللنهى عن الطغيان.أى: الزموا المنهج القويم، وابتعدوا عن الطغيان، لأنه- سبحانه- مطلع على أعمالكم اطلاع المبصر، العليم بظواهرها وبواطنها، وسيجازيكم يوم القيامة عليها بما تستحقون من ثواب أو عقاب. |