تفسير و معنى الآية 30 من سورة فصلت عدة تفاسير, سورة فصلت : عدد الآيات 54 - الصفحة 480 - الجزء 24.
التفسير الميسر |
---|
إن الذين قالوا ربنا الله تعالى وحده لا شريك له، ثم استقاموا على شريعته، تتنزل عليهم الملائكة عند الموت قائلين لهم: لا تخافوا من الموت وما بعده، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم من أمور الدنيا، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها. |
تفسير الجلالين |
---|
«إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا» على التوحيد وغيره بما وجب عليهم «تتنزل عليهم الملائكة» عند الموت «أن» بأن «لا تخافوا» من الموت وما بعده «ولا تحزنوا» على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفكم فيه «وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون». |
تفسير السعدي |
---|
يخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك، تنشيطهم، والحث على الاقتداء بهم، فقال: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا أي: اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علمًا وعملاً، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة. تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ الكرام، أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار. أَلَّا تَخَافُوا على ما يستقبل من أمركم، وَلَا تَحْزَنُوا على ما مضى، فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل، وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولاً. |
تفسير البغوي |
---|
قوله عز وجل : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) سئل أبو بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - عن الاستقامة فقال : أن لا تشرك بالله شيئا . وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " الاستقامة " أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب . وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - : أخلصوا العمل لله . وقال علي - رضي الله عنه - : أدوا الفرائض . وقال ابن عباس : استقاموا على أداء الفرائض .وقال الحسن : استقاموا على أمر الله تعالى فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته .وقال مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله .وقال مقاتل : استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا . وقال قتادة : كان الحسن إذا تلا هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .قوله عز وجل : ( تتنزل عليهم الملائكة ) قال ابن عباس : عند الموت . وقال قتادة ومقاتل : إذا قاموا من قبورهم . قال وكيع بن الجراح : البشرى تكون في ثلاث مواطن : عند الموت وفي القبر وعند البعث . ( ألا تخافوا ) من الموت . وقال مجاهد : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة . ( ولا تحزنوا ) على ما خلفتم من أهل وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله . وقال عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم . ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) . |
تفسير الوسيط |
---|
والمعنى: إن الذين قالوا بكل صدق وإخلاص ربنا الله- تعالى- وحده، لا شريك له لا في ذاته ولا في صفاته.ثُمَّ اسْتَقامُوا أى: ثم ثبتوا على هذا القول، وعملوا بما يقتضيه هذا القول من طاعة الله- تعالى- في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، ومن اقتداء برسوله صلّى الله عليه وسلم في كل أحواله.قال صاحب الكشاف: وثُمَّ لتراخى الاستقامة عن الإقرار في المرتبة وفضلها عليه.لأن الاستقامة لها الشأن كله. ونحوه قوله- تعالى-: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا والمعنى: ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته .ولقد بين لنا النبي صلّى الله عليه وسلم أن الاستقامة على أمر الله جماع الخيرات، ففي صحيح مسلم عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله «قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك» . قال: «قل آمنت بالله ثم استقم ... » .وقوله- تعالى-: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا بيان للآثار الطيبة التي تترتب على هذا القول المؤيد بالثبات على طاعة الله- تعالى-:وتنزل الملائكة عليهم بهذه البشارات يشمل ما يكون في حياتهم عن طريق إلهامهم بما يشرح صدورهم، ويطمئن نفوسهم، كما يشمل تبشيرهم بما يسرهم عند موتهم وعند بعثهم.قال الآلوسى: قوله- تعالى-: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ قال مجاهد: عند موتهم.وعن زيد بن أسلم: عند الموت، وعند القبر، وعند البعث، وقيل: معنى تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ يمدونهم فيما يعن ويطرأ لهم من الأمور الدينية والدنيوية بما يشرح صدورهم، ويدفع عنهم الخوف والحزن بطريق الإلهام كما أن الكفرة يغريهم ما قيض لهم من قرناء السوء بتزيين القبائح.والخوف: غم يلحق النفس لتوقع مكروه في المستقبل.والحزن: غم يلحقها لفوات نفع في الماضي.أى: إن الذين قالوا ربنا الله باعتقاد جازم، ثم استقاموا على طاعته في جميع الأحوال، تتنزل عليهم من ربهم الملائكة، لتقول لهم في ساعة احتضارهم وعند مفارقتهم الدنيا، وفي كل حال من أحوالهم: لا تخافوا- أيها المؤمنون الصادقون- مما أنتم قادمون عليه في المستقبل، ولا تحزنوا على ما فارقتموه من أموال أو أولاد.وَأَبْشِرُوا عما قريب، بالجنة التي كنتم توعدون بها في الدنيا. |