تفسير و معنى الآية 30 من سورة الأعراف عدة تفاسير, سورة الأعراف : عدد الآيات 206 - الصفحة 153 - الجزء 8.
التفسير الميسر |
---|
جعل الله عباده فريقين: فريقًا وفَّقهم للهداية إلى الصراط المستقيم، وفريقًا وجبت عليهم الضلالة عن الطريق المستقيم، إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله، فأطاعوهم جهلا منهم وظنًا بأنهم قد سلكوا سبيل الهداية. |
تفسير الجلالين |
---|
«فريقا» منكم «هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله» أي غيره «ويحسبون أنهم مهتدون». |
تفسير السعدي |
---|
فَرِيقًا منكم هَدَى اللّه، أي: وفقهم للهداية، ويسر لهم أسبابها، وصرف عنهم موانعها. وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ أي: وجبت عليهم الضلالة بما تسببوا لأنفسهم وعملوا بأسباب الغواية. ف إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً فحين انسلخوا من ولاية الرحمن، واستحبوا ولاية الشيطان، حصل لهم النصيب الوافر من الخذلان، ووكلوا إلى أنفسهم فخسروا أشد الخسران. وَهم يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ لأنهم انقلبت عليهم الحقائق، فظنوا الباطل حقا والحق باطلا، وفي هذه الآيات دليل على أن الأوامر والنواهي تابعة للحكمة والمصلحة، حيث ذكر تعالى أنه لا يتصور أن يأمر بما تستفحشه وتنكره العقول، وأنه لا يأمر إلا بالعدل والإخلاص، وفيه دليل على أن الهداية بفضل اللّه ومَنِّه، وأن الضلالة بخذلانه للعبد، إذا تولى - بجهله وظلمه - الشيطانَ، وتسبب لنفسه بالضلال، وأن من حسب أنه مهتدٍ وهو ضالٌّ، أنه لا عذر له، لأنه متمكن من الهدى، وإنما أتاه حسبانه من ظلمه بترك الطريق الموصل إلى الهدى. |
تفسير البغوي |
---|
قوله - عز وجل - : ( فريقا هدى ) أي هداهم الله ، ( وفريقا حق ) وجب ( عليهم الضلالة ) أي : بالإرادة السابقة ، ( إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ) فيه دليل على أن الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء . |
تفسير الوسيط |
---|
ثم ذكرهم- سبحانه- بمبدئهم ونهايتهم فقال: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ.أى: أن الذي قدر على ابتدائكم وإنشائكم ولم تكونوا شيئا، يقدر على إعادتكم ليجازيكم على أعمالكم، فأخلصوا له العبادة والطاعة.قال صاحب المنار: «وهذه الجملة من أبلغ الكلام الموجز المعجز فإنها دعوى متضمنة الدليل، بتشبيه الإعادة بالبدء فهو يقول: كما بدأكم ربكم خلقا وتكوينا بقدرته تعودون إليه يوم القيامة حالة كونكم فريقين، فريقا هداهم في الدنيا فاهتدوا بإيمانهم به وإقامة وجوههم له وحده في العبادة ودعائه مخلصين له الدين، وفريقا حق عليهم الضلالة لاتباعهم إغواء الشيطان، وإعراضهم عن طاعة الرحمن، وكل فريق يموت على ما عاش ويبعث على ما مات عليه، ومعنى حقت عليهم الضلالة، ثبتت بثبوت أسبابها الكسبية، لا أنها جعلت غريزة لهم فكانوا مجبورين عليها، يدل على هذا تعليلها على طريق الاستئناف البياني بقوله: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ومعنى اتخاذهم الشياطين أولياء، أنهم أطاعوهم في كل ما يزينونه لهم من الفواحش والمنكرات، ويحسبون أنهم مهتدون فيما تلقنهم الشياطين إياه من الشبهات » .ثم وجه القرآن بعد ذلك نداء ثالثا إلى بنى آدم أمرهم فيه بالتمتع بالحلال، وبزينة الله التي أخرجها لعباده بدون إسراف أو تبذير فقال- تعالى-: |