تفسير و معنى الآية 8 من سورة الأحقاف عدة تفاسير, سورة الأحقاف : عدد الآيات 35 - الصفحة 503 - الجزء 26.
التفسير الميسر |
---|
بل أيقول هؤلاء المشركون: إن محمدًا اختلق هذا القرآن؟ قل لهم -أيها الرسول-: إن اختلقته على الله فإنكم لا تقدرون أن تدفعوا عني من عقاب الله شيئًا، إن عاقبني على ذلك. هو سبحانه أعلم من كل شيء سواه بما تقولون في هذا القرآن، كفى بالله شاهدًا عليَّ وعليكم، وهو الغفور لمن تاب إليه، الرحيم بعباده المؤمنين. |
تفسير الجلالين |
---|
«أم» بمعني بل وهمزة الإنكار «يقولون افتراه» أي القرآن «قل إن افتريته» فرضا «فلا تملكون لي من الله» أي من عذابه «شيئا» أي لا تقدرون على دفعه عنى إذا عذبني الله «هو أعلم بما تفيضون فيه» يقولون في القرآن «كفى به» تعالى «شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور» لمن تاب «الرحيم» به فلم يعاجلكم بالعقوبة. |
تفسير السعدي |
---|
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ أي: افترى محمد هذا القرآن من عند نفسه فليس هو من عند الله. قُلْ لهم: إِنِ افْتَرَيْتُهُ فالله علي قادر وبما تفيضون فيه عالم، فكيف لم يعاقبني على افترائي الذي زعمتم؟فهل تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إن أرادني الله بضر أو أرادني برحمة كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فلو كنت متقولا عليه لأخذ مني باليمين ولعاقبني عقابا يراه كل أحد لأن هذا أعظم أنواع الافتراء لو كنت متقولا، ثم دعاهم إلى التوبة مع ما صدر منهم من معاندة الحق ومخاصمته فقال: وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ أي: فتوبوا إليه وأقلعوا عما أنتم فيه يغفر لكم ذنوبكم ويرحمكم فيوفقكم للخير ويثيبكم جزيل الأجر. |
تفسير البغوي |
---|
( أم يقولون افتراه ) محمد من قبل نفسه ، فقال الله - عز وجل - : ( قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ) لا تقدرون أن تردوا عني عذابه إن عذبني على افترائي ، فكيف أفتري على الله من أجلكم ( هو أعلم بما تفيضون فيه ) تخوضون فيه من التكذيب بالقرآن والقول فيه إنه سحر . ( كفى به شهيدا بيني وبينكم ) أن القرآن جاء من عنده ( وهو الغفور الرحيم ) في تأخير العذاب عنكم ، قال الزجاج : هذا دعاء لهم إلى التوبة ، معناه : إن الله - عز وجل - غفور لمن تاب منكم رحيم به . |
تفسير الوسيط |
---|
ثم حكى- سبحانه- جانبا من أكاذيبهم فقال: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ... و «أم» هنا منقطعة بمعنى بل والهمزة، وتفيد الإضراب والانتقال من حكاية أقوالهم الباطلة السابقة. إلى أقوال أخرى أشد منها بطلانا وكذبا. والاستفهام للإنكار والتعجب من حالهم.والافتراء: أشنع الكذب. أى: بل أيقول هؤلاء الكافرون لك- أيها الرسول الكريم- إنك افتريت هذا القرآن واختلقته من عند نفسك؟.ثم لقن الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلّم الرد الذي يخرسهم فقال قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً.أى: قل لهم- أيها الرسول الكريم- في الرد على زعمهم أنك افتريت هذا القرآن: إن كنت على سبيل الفرض والتقدير قد افتريته من عند نفسي، عاقبني ربي، ولا تستطيعون أنتم أو غيركم أن تمنعوا عنى شيئا من عذابه وعقابه، وما دام الأمر كذلك فكيف أفتريه، وأنا أعلم علم اليقين أن افتراء شيء منه يؤدى إلى عقابي؟فجواب «إن» في قوله: إِنِ افْتَرَيْتُهُ محذوف، وتقديره: عاجلني بالعقوبة، وقوله: فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً قام مقامه.قال- تعالى-: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ. لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ .وقوله: هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ أى: الله- تعالى- الذي زعمتم أنى أفترى عليه الكذب، هو أعلم منى ومنكم ومن كل المخلوقات، بما تندفعون فيه من القدح في آياته، والإعراض عن دعوته، وسيجازيكم على ذلك بما تستحقونه من عقاب.فقوله: تُفِيضُونَ من الإفاضة، وهي الأخذ في الشيء باندفاع وعنف، وأصله من فاض الإناء، إذا سال بشدة.وقوله- سبحانه-: كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ترهيب لهم من الانسياق في كفرهم، وترغيب لهم في الدخول في الإيمان لينالوا مغفرة الله- تعالى- ورحمته.أى: كفى بشهادة الله- تعالى- بيني وبينكم شهادة، فهو الذي يعلم أنى صادق فيما أبلغه عنه، ويعلم أنكم الكاذبون فيما تزعمونه، وهو- سبحانه- الواسع المغفرة والرحمة، لمن تاب إليه وأناب. |