ما هي الصلاة التي تنهى صاحبها عن الفحشاء و المنكر
السؤال :
قال تعالى " إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ"
و قال الرسول : (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له ) 1- ملاحظه : - ليس حديثا عن النبي ﷺ بل هو من قول ابن مسعود رضي الله عنه -
و كما يعلم الجميع أغلب الناس اليوم تؤدي الصلاة و العبادة بشكل لا نقول تام بل مقبول و مع ذلك مازالوا يدخنون و يشربون (التتن)
السؤال هو : هل فعلا لا صلاة لهم ؟
الجواب :
الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الحقيقية التي يقبل صاحبها إليها بقلبه وروحه ونفسه ، يتذلل بها بين يدي الله ، إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب فيما عنده عز وجل ، صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه .
فمن لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة ، لم تثمر صلاته الثمار الحقيقية المرجوة ، التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولم يكتب له من أجرها إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها .
يقول الله عز وجل فيها : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ .
قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ )
رواه أحمد في "المسند"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الصلاة إذا أتى بها كما أمر نهته عن الفحشاء والمنكر ، وإذا لم تنهه : دل على تضييعه لحقوقها وإن كان مطيعاً ، وقد قال تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ) مريم/59، وإضاعتها : التفريط في واجباتها وإن كان يصليها " انتهى.
الدكتور /إبراهيم شاشو
ملاحظة عن أثر : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له
1 - قوله (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له ) معروف عن ابن مسعود من كلامه رضي الله عنه ، و هو موقوف من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ولا يعلم صحته مرفوعًا إلى النبي ﷺ