شرح حديث اصلاح ذات البين
شرح حديث اصلاح ذات البين
فضل الإصلاح بين الناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : إصلاح ذات البين ، وفساد ذات البين الحالقة . (رواه ابوداود)
الشرح :
أقام الإسلام علاقة المسلمين على التواصل والمحبة والتناصح في الله، وقِوامُ المجتمع يقوم على التعارف والتعاون بين الناس، فإذا حَكمتِ العلاقات البَغضاءُ والتَّشاحُن، فإن هذا يُنذِرُ بخَرابِ المجتمعات وضِياع الدِّينِ . في هذا الحديث حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب الإفساد فيها، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفريق بين المسلمين، وفساد ذات البين ثُلْمة في الدين، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها، نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم، المشتغل بخاصة نفسه .
شرح المفردات:
- (ألا أخبركم) : عن عمل .
- (إصلاح ذات البين) : السعي في إصلاح العلاقات بين الناس ورفع ما بينهم من خصومات ودفعهم إلى الألفة و المحبة .. وهو الأمر الأفضل في المنعفة بين الناس وإقامة المجتمعات، وهو المعاملات والتواصل، وذلك لأن إصلاح ذات البين فيه منفعة ظاهِرة ومُباشرة للجميع .
- (وفساد ذات البين) : إن فساد ذات البين وترك السعي في الإصلاح يؤدي إلى الحالقة .
- (الحالقة) : القاطِعة والمُنْهية التي تأتي على كل شيء وتحلِقُه وتقطَعُه من جُذورِه، سواء من أمور الدين أو الدنيا، لأنها تؤدي إلى التشاحُن بين الناس والتهاجُر وربما التقاتل، هذا غير ما فيها من الأثر القلبي السيئ على الإنسان، فيُفسِد قلبه على إخوانه، فلا يكون للدين والعبادات أثر ظاهر في نَفْسِه أو مجتمَعِه . فمي الحديث : الحثُّ والترغيبُ على إصلاح العلاقات بين الناس . في الحديث : بيانُ أن إفساد العلاقات بين الناس يهدمُ الدين والدنيا .