ما هو معنى يا من أمره بين الكاف و النون
#تفسير_قول_يا_من_أمره_بين_الكاف_والنون
السؤال:
السلاْم عَلْيكُم وَرَحمةُ اللهِ وبركاتُه
نقول عندما ندعوا الله : يامن أمره بين الكاف والنون .
يقول البعض :
الأمر لا يكون بين الكاف والنون, انما يكون بعد الكاف والنون.
فما تعليقكم على ذلك لغة وإصلاحا
كون توقيت حدوث مراد الله وأمره أمر غيبي؟
الجواب :
قول القائل : ( يامن أمره بين الكاف والنون ) غالبا مايراد به أن أمر الله نافذ ولا يتأخر وهو إشارة إلى قوله تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) القمر/50 .
وهذه العبارة مقتبسة من أبيات لأبي محمد التيمي ، وهي قوله :
لا تخضعنّ لمخلوق علي طمعٍ فإن ذلك مُضرّ منك في الدينِ
واسترزقِ الله مما في خزائنه فإنما الأمر بين الكاف والنون
إن الذي أنت ترجـوه وتأمله من البرية مسكينُ ابن مسكين. "الأغاني" (20/70).
لكن لو تأملنا قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) البقرة/117 .
وقوله تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) آل عمران/59 .
وقوله تعالى : ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) النحل/40
وهذا يعني أن الأمر لا يتم إلا بعد قوله تعالى : ( كن ) ، أما قبل النون فلم يتم الأمر من الله للشيء ، فلا يكون حتى يأمره الله وبالتالي فالقول بين الكاف والنون خطأ إنما يكون بعد الكاف والنون.
وهذا كله معلوم من ظاهر النص والعدول عنه خطأ وإن كان المقصود صحيح.
لكن الذي أراه أن حقيقة قوله ( كن ) هو قضاء الله تعالى للأشياء التي يعلم كينونتها قبل وقوعها من الممكنات التي سبق بعلمه أنها كائنة وما قوله لها ( كن ) إلا لإظهارها لخلقه مجرد إرادته ( قال كن أو لم يقل ) وظاهر الأمر أنه يقول لها ويأمرها كما جاء في الحديث القدسي فيما رواه أبو ذر: فإن عطائي كلام وعذابي كلام. الترمذي من حديث مطول.
والله أعلم.
