وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما
دعاء قبل الصلاة وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين شرح حديث ودعاء الاستفتاح في الصلاة وجهت وجهي
شرح دعاء الاستفتاح
دعاء قبل الصلاة وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين
عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة كبر، ثم قال: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين»
- ( وجهت وجهي ): أي توجهت بالعبادة بمعنى أخلصت عبادتي لله , وقيل صرفت وجهي وعملي ونيتي أو أخلصت وجهتي وقصدي.
- ( للذي فطر السماوات والأرض ) أي إلى الذي ابتدأ خلقهما, وعملهما من غير مثال سابق
- ( حنيفا ) أي مائلا إلى الدين الحق ثابتا عليه. قال في النهاية : الحنيف المائل إلى الإسلام الثابت عليه والحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام , وأصل الحنف الميل
- ( مسلما ) : أي منقادا مطيعا لأمره وقضائه وقدره
- ( وما أنا من المشركين ) بيان للحنيف وإيضاح لمعناه , والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم
- ( إن صلاتي ونسكي ) النسك الطاعة والعبادة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى .
- ( ومحياي ومماتي ) أي حياتي وموتي ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانهما والأكثرون على فتح ياء محياي وإسكان مماتي
- ( لله ) أي هو خالقهما ومقدرهما وقيل طاعات الحياة والخيرات المضافة إلى الممات كالوصية والتدبير , أو حياتي وموتي لله لا تصرف لغيره فيها أو ما أنا عليه من العبادة في حياتي وما أموت خالصة لوجه الله
- ( رب العالمين ) أي مالكهم ومربيهم وهم ما سوى الله على الأصح .
- ( وبذلك أمرت ) أي بالتوحيد الكامل الشامل للإخلاص قولا واعتقادا .
- ( وأنا من المسلمين ) وفي بعض النسخ وأنا أول المسلمين , وكذا في رواية لمسلم قال النووي أي من هذه الأمة , وفي أخرى له : وأنا من المسلمين , وفي رواية أبي داود وأنا أول المسلمين.
صيغة أخرى لدعاء الاستفتاح وجهت وجهي
وفي رواية الإمام مسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. اللهم! أنت الملك لا إله إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق. لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها. لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك! وسعديك! والخير كله في يديك. والشر ليس إليك. أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك". أخرجه مسلم
- (وجهت وجهي) أي قصدت بعبادتي للذي فطر السماوات والأرض. أي ابتدأ خلقها.
- (حنيفا) قال الأكثرون: معناه مائلا إلى الدين الحق وهو الإسلام. وأصل الحنف الميل. ويكون في الخير والشر. وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة: وقيل: المراد بالحنيف، هنا، المستقيم. قاله الأزهري وآخرون. وقال أبو عبيد: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم: وانتصب حنيفا على الحال. أي وجهت وجهي في حال حنيفيتي.
- (وما أنا من المشركين) بيان للحنيف وإيضاح لمعناه: والمشرك يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم.
- (إن صلاتي ونسكي) قال أهل اللغة: النسك العبادة. وأصله من النسيكة، وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط. والنسيكة، أيضا، ما يتقرب به إلى الله تعالى.،
- (ومحياي ومماتي) أي حياتي وموتي. ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانهما. والأكثرون على فتح ياء محياي وإسكان مماتي.
- (لله) قال العلماء: هذه لام الإضافة. ولها معنيان: الملك والاختصاص. وكلاهما مراد هنا.
- (رب العالمين) في معنى رب أربعة أقوال. حكاها الماوردي وغيره: المالك والسيد والمدبر والمربي. فإن وصف الله تعالى برب، لأنه مالك أو سيد، فهو من صفات الذات. وإن وصف به لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات فعله. ومتى دخلته الألف واللام، فقيل الرب، اختص بالله تعالى. وإذا حذفتا إطلاقه على غيره، فيقال: رب المال ورب الدار ونحو ذلك. والعالمون جمع عالم. وليس للعالم واحد من لفظه.
- (واهدني لأحسن الأخلاق) أي أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به.
- (لبيك) قال العلماء: معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. يقال: لب بالمكان لبا، وألب إلبابا، إذا أقام به. وأصل لبيك لبين. فحذفت النون للإضافة.
- (وسعديك) قال الأزهري وغيره: معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة. ومتابعة لدينك بعد متابعة.
- (أنا بك وإليك) أي التجائي وانتمائي إليك، وتوفيقي بك.
- (أنت المقدم وأنت المؤخر) معناه تقدم من شئت بطاعتك وغيرها. وتؤخر من شئت عن ذلك كما تقتضيه حكمتك.
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
وفي رواية أبي داوود رحمه الله : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قام إلى الصلاة كبر، ثم قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
- ( وجهت وجهي ) : أي توجهت بالعبادة بمعنى أخلصت عبادتي لله , وقيل صرفت وجهي وعملي ونيتي أو أخلصت قصدي ووجهتي
- ( للذي فطر السموات والأرض ) : أي إلى الذي خلقهما وعملهما من غير مثال سبق
- ( حنيفا ) : حال من ضمير وجهت أي مائلا عن كل دين باطل إلى الدين الحق ثابتا عليه , وهو عند العرب غلب على من كان على ملة إبراهيم عليه السلام
- ( مسلما ) : أي منقادا مطيعا لأمره وقضائه وقدره
- ( وما أنا من المشركين ) : فيه تأكيد وتعريض
- ( إن صلاتي ) : أي عبادتي وصلاتي , وفيه شائبة تعليل لما قبله
- ( ونسكي ) : أي ديني وقيل عبادتي أو تقربي أو حجي
- ( ومحياي ومماتي ) : أي حياتي وموتي , والجمهور على فتح الياء الآخرة في محياي وقرئ بإسكانها
- ( وبذلك أمرت ) : أي بالتوحيد الكامل الشامل للإخلاص قولا واعتقادا
- ( وأنا أول المسلمين ) : قال الشافعي لأنه صلى الله عليه وسلم كان أول مسلمي هذه الأمة , وفي رواية لمسلم وأنا من المسلمين
- ( اللهم ) : أي يا الله والميم بدل عن حرف النداء ولذا لا يجمع بينهما إلا في الشعر
- ( أنت الملك ) : أي القادر على كل شيء المالك الحقيقي لجميع المخلوقات
- ( وأنا عبدك ) : أي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ في
- ( ظلمت نفسي ) : أي اعترفت بالتقصير , قدمه على سؤال المغفرة أدبا كما قال آدم وحواء ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )
- ( واهدني لأحسن الأخلاق ) : أي أرشدني لصوابها ووفقني للتخلق بها
- ( واصرف عني سيئها ) : أي قبيحهما
- ( لبيك ) : قال العلماء : معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة , يقال لب بالمكان لبا وألب إلبابا أي أقام به وأصل لبيك لبين حذفت النون للإضافة
- ( وسعديك ) قال الأزهري وغيره : معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد متابعة
- ( والخير كله في يديك والشر ليس إليك ) : قال الخطابي وغيره فيه الإرشاد إلى الأدب في الثناء على الله تعالى ومدحه بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها على جهة الأدب. وأما قوله والشر ليس إليك فمما يجب تأويله لأن مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها وحينئذ يجب تأويله وفيه خمسة أقوال , أحدها : معناه لا يتقرب به إليك قاله الخليل بن أحمد والنضر بن شميل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو بكر بن خزيمة والأزهري وغيرهم والثاني : حكى الشيخ أبو حامد عن المزني وقاله غيره أيضا معناه لا يضاف إليك على انفراده لا يقال يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحو هذه وإن كان خالق كل شيء ورب كل شيء وحينئذ مدخل الشر في العموم. والثالث : معناه الشر لا يصعد إليك وإنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. والرابع : معناه والشر ليس شرا بالنسبة إليك فإنك خلقته بحكمة بالغة وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين. والخامس : حكاه الخطابي أنه كقولك فلان إلى بني فلان إذا كان عداده فيهم أو ضعوه معهم.
- ( أنا بك وإليك ) : أي توفيقي بك والتجائي وانتمائي إليك
- ( تباركت ) : أي استحققت الثناء , وقيل ثبت الخير عندك. وقال ابن الأنباري تبارك العباد بتوحيدك. وقيل تعظمت وتمجدت أو جئت بالبركة أو تكاثر خيرك وأصل الكلمة للدوام والثبات