اوائل سورة الكهف
بسم الله الرحمن الرحيم
فضل العشر آيات الأولى من سورة الكهف :
- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " أخرجه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ،والنسائي وغيرهم
- و عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " . أخرجه أحمد ، ومسلم ،والنسائي ، وابن حبان
- و عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " . أخرجه الترمذي وصححه
تفسير أول عشر آيات من سورة الكهف :
أيسر التفاسير
شرح الكلمات :
{ الحمد لله } : الحمد الوصف بالجميل ، والله علم على ذات الرب تعالى .
{ الكتاب } : القرآن الكريم .
{ ولم يجعل لع عوجا } : اي ميلا عن الحق والاعتدال في ألفاظه ومعانيه .
{ قيما } : أي ذا اعتدال لا إفراط فيه ولا تفريط في كل ما حواه ودعا إليه من التوحيد والعبادة والآداب والشرائع والأحكام .
{ بأسا شديدا } : عذابا ذا شدة وقسوة وسوء عذاب في الآخرة .
{ من لدنه } : من عنده سبحانه وتعالى .
{ أجرأ حسنا } : أي الجنة إذ هي أجر المؤمنين العاملين بالصالحات .
{ غن يقولون الا كذبا } : أي ما يقولون الا كذبا بحتا لا واقع له من الخارج .
{ باخع نفسك } : قاتل نفسك كالمنتحر .
{ بهذا الحديث أسفا } : أي بالقرآن من أجل الأسف الذي هو الحزن الشديد .
{ صعيدا جزرا } : أي ترابا لا نبات فيه ، فالصعيد هو التراب والجزر الذي لا نبات فيه .
{ الكهف } : النقب الواسع في الجبل والضيق منه يقال له « غار » .
{ والرقيم } : لوح حجري رقمت فيه أسماء أصحاب الكهف .
{ أوى الفتية الى الكهف } : اتخذوه مأوى لهم ومنزلا نزلوا فيه .
{ الفتية } : جمع فتى وهم شبان مؤمنون .
{ هيئ لنا من أمرنا رشدا } : أي ييسر لنا طريق رشد وهدايته .
معنى الآيات العشر الأولى من سورة الكهف:
أخبر تعالى في فاتحة سورة الكهف بانه المستحق للحمد ، وأن الحمد لله وذكر موجب ذلك ، وهو إنزاله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب الفخم العظيم وهو القرآن العظيم الكريم فقال : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } وقوله تعالى ، { ولم يجعل له عوجا } أي ولم يجعل لذلك الكتاب العظيم عوجا أي ميلا عن الحق والاعتدال في ألفاظه ومعانية فهو كلام مستقيم محقق للآخذ به كل الكتب السابقة مهيمنا عليها الحق فيها ما احقه والباطل وما أبطله .
وقوله { لينذر بأسا شديدا من لدنه } أي انزل الكتاب الخالي من العوج القيم من أجل أن ينذر الظالمين من اهل الشرك والمعاصي عذابا شديدا في الدنيا والآخرة ينزل بهم عن ربهم الذين كفروا به وأشركوا وعصوه وكذبوا رسوله وعصوه . ومن أجل ان يبشر بواسطته أيضا { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي يخبرهم بما يسرهم ويفرح قلوبهم وهو أن لهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وقوله تعالى : { لينذر } بصورة خاصة أولئك المتقولين على الله المفترين عليه بنستهم الولد اليه فقالوا : { اتخذ الله ولدا } وهو اليهود والنصارى وبعض مشركي العرب الذين قالوا ان الملائكة بنات الله! هذا ما دل عليه قوله تعالى : { وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا } وهو قول توارثوه لا علم لأحد منهم ، وإنما هو مجرد كذب يتناقلونه بينهم لذا قبح الله قولهم هذا وعجب نته القعلاء ، فقال : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم } أي عظم قولهم { اتخذ الله ولدا } كلمة قالوها تخرج من أفواههم لا غير اذ لا واقع لها أبدا ، وقرر الانكار عليهم فقال : { إن يقولون الا كذبا } أي ما يقولون الا الكذب البحت الذي لا يعتمد على شيء من الصحة البتة . وقوله { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا } يعاتب الله تعالى رسوله ويخفف عنه ما يجده في نفسه من الحزن على عدم إيمانه قومه واشتدادهم ي الكفر والتكذيب وما يقترحونه عليه من الآيات أي فلعلك يا رسولنا قاتل نفسك على إثر تفعل واصبر لحكم ربك فإنه منجز وعده لك بالنصر على قومك المكذبين لك .
قوله تعالى : { إنا جعلنا ما على الارض زينة لها } من حيوان وأشجار ونبات وأنهار وبحار ، وقوله { لنبلوهم } أي لنختبرهم { أيهم أحين عملا } اي أيهم اترك لها وأتبع لأمرنا ونهينا وأعمل فيها بطاعتنا وقوله : { وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا } أي وإنا لمخربوها في يوم ، من الأيام بعد عمارتها ونضارتها وزينتها نجعلها { صعيدا جرزا } أي ترابا لا نبات فيه ، إذا فلا تحزن با رسولنا ولا تغتم مما تلاقيه من قومك فإن مآل الحياة من أجلها عادوك وعصوننا الى أن تصبح صعيدا جزرا . وقوله تعالى : { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا } أي أظننت أيها النبي أن أصحاب الكهف أي الغار في الكهف والرقيم وهو اللوح الذي كتبت عليه ورقم أصحاب الكهف وأنسابهم وقصتهم { كانوا من آياتنا عجبا } أي كان أعجب من آياتنا في خلق المخلوقات ، السموات والأرض بل من مخلوقات الله ما هو أعجب بكثير . وقوله : { إذ أوى الفتية إلى الكهف } هذا شروع في ذكر قصتهم العجيبة ، أي اذكر للسائلين لك عن قصة هؤلاء الفتية ، إذا أووا الى الغار في الكهف فنزلوا فيه ، واتخذوه مأوى لهم ومنزلا هروبا من قومهم الكفار أن يفتوهم في دينهم وهم سبعة شبان ومعهم كلب لهم فقالوا سائلين ربهم : { ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا } أي أعطنا من عندك رحمة تصبحنا في هجرتنا هذه للشرك والمشركين { وهيء لنا من أمرنا رشدا } أي ويسر لنا من أمرنا في فرارنا من ديار المشركين خوفا على ديننا { رشدا } أي سدادا وصلاحا ونجاة من أهل الكفر والباطل ، قال ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآيات وقد اختلف أهل العلم في سبب مصير هؤلاء الفتية الى الكهف الذي ذكر الله في كتابه فقال بعضهم : كان سبب ذلك أنهم كانوا مسلمين على دين عيسى وكان لهم ملك عابد وثن دعاهم الى عبادة الأصنام فهربوا بدينهم منه خشية أن يفتنهم عن دينهم او يقتلهم فاستخفوا منه في الكهف
هداية أول 10 آيات من سورة الكهف :
من هداية الآيات :
1- وجوب حمد الله تعالى على آلائه وعظيم نعمه .
2- لا يحمد إلا من له يقتضي حمده ، وإلا كان المدح كذبا وزورا .
3- عظيم شأن القرآن الكريم وسلامته من الافراط والتفريط والانحراف في كل ما جاء به .
4- بيان مهمة القرآن وهي البشارة لأهل الإيمان والإنذار لأهل الشرك والكفران .
5- التنديد بالكذب على الله ونسبة ما لا يليق بجلاله وكماله إليه كالولد ونحوه .
6- تحريم الانتحار وقتل النفس من الحزن أو الخوف ونحوه من الغضب والحرمان .
7- بيان العلة في وجود الزينة على هذه الأرض ، وهي الابتلاء والاختبار للناس ليظهر الزاهد فيها ، العارف بتفاهتها وسرعة زوالها ، وليظهر الراغب فيها المتكالب عليها الذي عصى الله من اجلها .
8- تقرير فناء كل ما على الأرض حتى تبقى صعيدا جرزا وقاعا صفصفا لا يرى فيها عوج ولا أمت .
9- تقرير نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم بإجابة السائلين عن أصحاب الكهف بالايجاز والتفصيل .
10- تقرير التوحيد ضمن قصة أصحاب الكهف إذ فروا بدينهم خوفا من الشرك الأصغر .
11- استجابة الله دعاء عباده المؤمنين الموحدين حيث استجاب للفتية فآواهم الغار ورعاهم حتى بعثهم بعد تغير الأحوال وتبدل العباد والبلاد .