أنواع الوقف في القرآن الكريم مع الأمثلة
أنواع الوقف في القرآن الكريم
- الوقف التام
- الوقف الكافي
- الوقف الحسن
- الوقف القبيح
- وقف التعسف
- وقف المعانقة
الوقف التام:
تعريف الوقف التام: هو الوقف على كلام تام في ذاته غير متعلق بما بعده تعلقا معنويا أو لفظيا (أي لا من جهة المعنى ولا من جهة الإعراب)
حكمه: يوقف عليه ويبتدأ بما بعده.
ويكون في نهاية السور، وأواخر الآيات، وفي انقضاء القصص، كما يكون عند انقضاء الكلام عن موضوع بعينه والانتقال إلى غيره.
أنواعه: نوعان: أ- تام لازم (مقيد) ب- تام (مطلق).
أ- الوقف التام اللازم «المقيد»:
وحكمه: لزوم الوقف عليه، والابتداء بما بعده ما لم يوجد مانع من ذلك.
سبب لزومه: أنه لو وصل بما بعده لأوهم معنى غير المعنى المراد.
تسميته: يسميه البعض الوقف (اللازم) أو (الواجب) أو (التام المقيد) أو (وقف البيان).
علامته في المصحف: وضع ميم أفقية (م) أعلى الكلمة التي يلزم الوقف عليها.
أمثلته: قوله تعالى: وتعزروه وتوقروه [الفتح: 9] فالضمير فيها للنبي صلى الله عليه وسلم. والضمير في «وتسبحوه» بعدها لله تعالى والوقف على توقروه يظهر هذا المعنى المراد (1).
2 - إن الله شديد العقاب للفقراء المهاجرين الذين ..... فلو لم نقف على كلمة العقاب لأوهم ذلك أن شدة العقاب من الله للفقراء المهاجرين.
3 - والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فلو لم نقف على كلمة (الظالمين) لأوهم أنهم هم الذين آمنوا وهاجروا.
ب- الوقف التام «المطلق»:
حكمه: يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده ومعنى ذلك أنه يجوز وصله بما بعده طالما أن وصله لا يغير المعنى المراد.
علامته في المصحف: (قلى) مكانه: ذكر «ابن الجزري» في كتابه «التمهيد» أن هذا القسم من الوقف وهو التام يكثر وجوده في الفواصل (أى رءوس الآي)
كقوله تعالى: وأولئك هم المفلحون [البقرة: 5] ثم الابتداء بقوله إن الذين كفروا [البقرة: 6] كقوله تعالى: وأنهم إليه راجعون [البقرة: 46] ثم الابتداء بقوله يا بني إسرائيل [البقرة: 47].
الوقف الكافي:
تعريفه: هو الوقف على كلام تام في ذاته يتعلق بما بعده من ناحية المعنى دون اللفظ.
حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده كالوقف التام غير أن الوقف على التام يكون أكثر حسنا.
تسميته: سمي كافيا للاكتفاء به، واستغنائه عما بعده لعدم تعلقه به لفظا وهو أكثر الوقوف ورودا في القرآن الكريم (1).
علامته: وضع حرف (ج) يسار أعلى الكلمة الموقوف عليها وهى تعنى أن الوقف هنا جائز، أو (صلى) وهي تعني (الوصل أولى) فالوصل هنا هو المقدم وهو الأولى يليه الجائز.
أمثلة: 1 - قال تعالى: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون [النمل: 34].
فالوقف على «أذلة» كاف.
2 - ومثال آخر قوله تعالى: والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4] فهذا كلام مفهوم والوقف عليه كاف،
الوقف الحسن:
تعريفه: هو الوقف علي كلام تام في ذاته إلا أن بينه وبين ما بعده تعلق معنوي ولفظي
مثال: قوله تعالى الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ...... [البقرة: 255].
فإذا وقفنا على قوله (إلا هو) فالكلام جملة مفيدة تفيد وحدانية الله سبحانه وتعالى ولكنه متعلق بما بعده لفظا ومعنى لأن (الحي) * و (القيوم) * و (لا تأخذه سنة ولا نوم) و (له ما في السماوات وما في الأرض) * كلها صفات الموصوف بها هو الله سبحانه تعالى ولو وقفنا لفصلنا الصفات عن موصفها.
تسميته: سمي حسنا لأن الوقوف عليه يفيد معنى في ذاته.
علامته في المصاحف: (صلى) ومعناها (الوصل أولى).
حكمه: يحسن الوقف عليه. وفي الابتداء بما بعده خلاف بين العلماء
الوقف القبيح:
تعريفه: هو الوقف على كلام لا يؤدي معنى صحيحا لشدة تعلقه بما بعده لفظا ومعنى إلا أن الوقف عليه يعطي معنى ناقصا، أو خاطئا، أو فاسدا غير مقبول.
حكمه: لا يتعمد الوقف عليه، فإن وقف القارئ مضطرا أعاد، وربما رجع كلمة أو كلمتين حتى يبين المعنى المقصود.
تسميته: يسمى قبيحا لفساد أو قبح المعنى الذي ينتج عنه.
أنواعه: ثلاثة أنواع (3):
- النوع الأول: يختص بالتعلق اللفظي بما بعده، ومن ذلك الوقف على العامل دون معموله كالوقف على الفعل دون مفعوله، أو الموصوف دون صفته، أو المبتدأ دون خبره ... إلى آخر المتعلقات اللفظية.
- النوع الثاني: يختص بالتعلق المعنوي، كالوقف على كلام يفيد معنى يخالف المعنى الذي قصده الشارع الحكيم، نظرا لأن ما بعد الوقف هو الذييتمم المعنى المقصود. كالوقف على كلمة (الصلاة) من قوله تعالى لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فالوقف على (الصلاة) يوهم النهي عن أداء الصلاة مطلقا، والمقصود ليس كذلك، بل المقصود النهي عن اقتراب الصلاة مع السكر حتى يتبينوا ما يقولون وهذا المعنى لا يتم إلا إذا انضم ما بعد الوقف إلى ما قبله.
- النوع الثالث: الوقف على كلام يوهم معنى لا يليق بالله تعالى نحو إن الله لا يستحيي وللذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله وفاعلم أنه لا إله أو وما أرسلناك .. أو لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ... علامته في المصحف يرمز له ب (لا).
أمثلة للوقف القبيح وقد بين الشيخ- مكي نصر- في شرحه لما يتعلق بالوقف القبيح أن كل كلمة تعلقت بما بعدها بأن يكون ما بعدها من تمامها (أي لا يتم المعنى إلا به) لا
يوقف عليه، وضرب لذلك أنواعا مختلفة من الوقف القبيح نوضحها ونفصلها فيما يلي:
1 - لا يجوز أن نقف على المضاف دون المضاف إليه نحو بسم* من بسم الله* وذكر رحمت من ذكر رحمت ربك الكهف.
2 - ولا على الموصوف دون صفته نحو (اهدنا الصراط) من (اهدنا الصراط المستقيم).
3 - ولا على الرافع دون المرفوع نحو (قال) من (فقال الذين كفروا) * ونحو (هنالك دعا .. ) والابتداء (زكريا).
4 - ولا الناصب دون المنصوب نحو: (اهدنا) من (اهدنا الصراط المستقيم) لأن الصراط مفعول به منصوب بالفعل (اهد).
وقف التعسف
تطلق تلك التسمية علي بعض الوقوف التي يتكلفها بعض القراء أثناء قراءتهم. فتراهم يتعمدون الوقوف علي غير المألوف من مواضع الوقف مستندين في ذلك إلي ما يتكلفه بعض المعربين (المشتغلين بإعراب الكلمات) حين يجنحون في إعرابهم وتأويلهم إلى ما هو جائز ولكنه متعسف قد يؤدي بالمعنى إلى الإغراق في الغرابة، والابتعاد عن مألوفه وقد ذكر صاحب الثغر الباسم «وقف التعسف» نقلا عن ابن الجزري في النشر فقال:
«ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين، أو يتكلفه بعض القراء أو يتناوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفا أو ابتداء ينبغي أن لا يتعمد الوقف عليه، بل ينبغي تحري المعني الأتم، والوقف الأوجه».
وقد ضرب لذلك أمثلة عديدة نكتفي ببعضها:
1 - الوقف على (أم لم تنذر ... ) والابتداء (هم لا يؤمنون) (يس) على أن (هم لا يؤمنون) جملة من مبتدأ وخبر.
2 - الوقف على قوله: وارحمنا أنت ... والابتداء مولانا فانصرنا (البقرة) على معنى النداء (أي يا مولانا فانصرنا)
الوقف على: ثم جاؤك يحلفون ... والابتداء بالله إن أردنا ...
(أي نقسم بالله إن أردنا ... ).
4 - الوقف على وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك والابتداء بالله إن الشرك ... على معنى القسم كالمثال السابق.
5 - فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا أي وكان انتقامنا حقا.
والابتداء علينا نصر المؤمنين بمعني لازم أو واجب.
6 - ومن ذلك أيضا قول بعضهم في عينا فيها تسمى سلسبيلا [الإنسان: 18] أن الوقف على «تسمى» أي عينا مسماة «معروفة» والابتداء «سلسبيلا» هكذا جملة أمرية (أى مبدوءة بفعل أمر) فعلها: «سل» بمعنى اسأل، و «سبيلا» أي طريقا موصلة إلى إليها.
وقف المراقبة
ويسمى أيضا وقف «المعانقة» أو «التعانق» وعلامته بالمصحف «» بحيث تكون كل ثلاث نقاط أعلى يسار الكلمة المراد الوقف عليها أو عدم الوقف عليها ويكون ذلك إذا تعانق وقفان في موضعين متقاربين أو متتاليين في آية واحدة فلا يصح للقارئ أن يقف على كل منهما، ولكن إذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر لئلا يختل المعنى كمن أجاز الوقف في أوائل سورة البقرة على قوله تعالى «لا ريب» فإنه لا يجيز الوقف على قوله «فيه» والذي يجيز الوقف على «فيه» لا يجيزه على «لا ريب» لما يسببه اجتماع الوقفين من خلل في المعنى. وفي سورة البقرة أربعة مواضع لوقف المعانقة. وهو في عموم القرآن كله «خمسة وثلاثون» موضعا فمن أرادها مفصلة فعلية بكتب الوقف والابتداء كالأشموني والسجاوندي وأول من نبه على وقف المراقبة الإمام أبو الفضل الرازي.