شرح حديث اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود
رواه ابو داوود
▪️▪️ *شرح معنى الحديث* ▪️▪️
- *أقيلوا :* اذا تعثر شخص في مشيته فسقط ، فيقال لمن ساعده على اعادة الوقوف : أقاله ، وأقيلوا : بمعنى ارفعوا واعفوا
- *ذوي الهيئات :* وهم قدوة المجتمع من أهل الرفعة والمكانة ، ممن يجلُّهم الناس ويقدرونهم ويوقرونهم ، كالعلماء والفضلاء ، ومن اشتهر بالصلاح والخير .
- *عثراتهم :* العثرة أو الزلَّة ، وهي السقطة ( الغير معتادة ) أو الخطأ اليسير ، مما هو طارئ وليس معتادا من فعل الشخص وطبعه ، أما اذا كانت متكررة فهذا يسمى طبع وليس عثرة أو زلة
- *الا الحدود :* أي اعفوا عنهم وساعدوهم بتجاوز المحاسبة على زلتهم ، الا فيما فيه حد شرعي ووصل للقاضي ، فالناس فيه سواء ولا يعفى فيه عن صاحب مكانة أو غيره ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )
- *( فجبر عثرات الكرام )* من الاخلاق الحميدة التي كانت في الجاهلية وأقرها الاسلام ، الا أن النبي ﷺ خصصها وصحح ما فيها من خطأ ، فاستثنى من حدود العفو ما كان فيه حد شرعي، لان العرب في الجاهلية كانوا يقيمون الحدود على عامة الناس ويرفعونها عن أشرافهم .
▪️ *فائدة من الحديث :*
المجتمع بحاجة دائما الى اناس يكونون فيه قدوة الحسنة ، ورغم ندرة هؤلاء ، الا أنهم بشر ، لا يسلمون من الوقوع في الخطأ والزلات بين الحين والاخر ، فإذا فضحت زلاتهم انهدمت قيمتهم ، وخسر المجتمع اقتداء الناس بهم وتأثرهم بأفعالهم الحميدة .
*فمثلا :*
لو أن كل عالم ترك علمه لسقطة أو خطأ اقترفه ، لما بقي في المجتمع علماء يوقرهم الناس ويتبعونهم ويستفيدون من علمهم ، فكل البشر خطاؤون ، وهؤلاء ليسوا منزهين عن باقي البشر .