شرح معنى الأمور بمقاصدها
( ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ )
ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻫﻲ :
- -1 ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ .
- -2 ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺸﻚ .
- -3 ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺮ .
- -4 ﻻ ﺿﺮﺭ ﻭﻻ ﺿﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻳﺰﺍﻝ .
- -5 ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻣﺤﻜَّﻤﺔ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻭﻫﻲ :
- -1 ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﺗﺎﺑﻊ
- -2 ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻻ ﻳﻨﻘﺾ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ
- -3 ﺍﻟﺨﺮﺍﺝ ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﻥ
- -4 ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
- -5 ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﻛﺎﻟﺜﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻌﻴﺎﻥ
- -6 ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﺆﺍﺧﺬ ﺑﺈﻗﺮﺍﺭﻩ
- -7 ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﺣﺠﺔ ﻗﺎﺻﺮﺓ
- -8 ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻻ ﻳﺮﺗﺪ ﺑﺎﻟﺮﺩ
- -9 ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ
- -10 ﺍﻟﺴﺎﻗﻂ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ
- -11 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺣﺘﻰ ﺗﺆﺩﻳﻪ
- -12 ﻟﻴﺲ ﻟﻌﺮﻕ ﻇﺎﻟﻢ ﺣﻖ
- -13 ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺒﺮﻉ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ
- -14 ﻻ ﻣﺴﺎﻍ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﻨﺺ
- -15 ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺃﺧﺬﻩ ﺣﺮﻡ ﺇﻋﻄﺎﺅﻩ
- -16 ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ
- -17 ﺍﻟﻤﻴﺴﻮﺭ ﻻ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺎﻟﻤﻌﺴﻮﺭ
- -18 ﻳﻠﺰﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ
ﺃﻭﻻً : ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ
- ﺍﻷﻣﻮﺭ : ﺟﻤﻊ ﺃﻣﺮ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻼ ﺃﻭ ﻗﻮﻻً، ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ } : ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ { ، } ﻗﻞ ﺇﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻪ { ﻭﻛﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺫﻱ ﺑﺎﻝ ﻻ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﺑﺘﺮ .
- ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ : ﺟﻤﻊ ﻣﻘﺼﺪ، ﻭﻗَﺼَﺪَ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﻣَّﻪ ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ : ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﻮﻟﻪ .
- ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺆﺍﺧﺬﺓ، ﺑﺎﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺃﻭ ﻓﻌﻠﻪ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺜﺎﺏ ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻗﺐ، ﺃﻭ ﻳﻘﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻻ، ﺃﻭ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻭ ﻻ .
ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻳﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﺃﻱ ﺣﻜﻢ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ، ﺃﻱ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻣﻮﺭ .
ﻭﻟﻔﻆ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻫﻮ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺎ ﻧﻮﻯ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﻧﻴﺘﻪ ﻓﻬﻲ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﻄﺮ، ﺟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺭﻓﻌﺘﻪ ﻧﻴﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ، ﺃﻭ ﺃﻧﺰﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻂ ﺍﻟﺪﺭﻛﺎﺕ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ، ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﺼﻞ ﺃﻭ ﺻﺎﺋﻢ ﻣﺄﺟﻮﺭ، ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺄﺯﻭﺭﺍً، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻴﺘﻪ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺜﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺜﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺘﻪ، ... ﺻﺤﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻮﺍﻳﺎﻧﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ .
ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥَّ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ :
ﻋﻤـﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﻠﻤـــــﺎﺕ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ
ﺍﺗﻖ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﺯﻫﺪ ﻭﺩﻉ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻳﻌﻨﻴﻚ ﻭﺍﻋﻤﻠﻦ ﺑﻨﻴــﺔ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺑﺎﺑﺎً ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻟﻨﻴﺔ
- ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﻘﺼﺪ .
ﺷﺮﻋﺎً : ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﺑﻔﻌﻠﻪ، ﻭﻋﺮﻓﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﻗﺼﺪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻺﺧﻼﺹ ﻭﻟﻠﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﺘﻀﻤﻨﺎً ﻧﻴﺔ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻋﻠﻢ .
ﺣﻜﻤﻬﺎ : ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ
ﻣﺤﻠﻬﺎ : ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺯﻣﻨﻬﺎ : ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ
ﻛﻴﻔﻴﺘﻬﺎ : ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ
ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ :
ﺇﺳﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﻭﻱ : ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﻭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎً، ﻭﻻ ﺗﺼﺢ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺮ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ : ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﻭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻴﺰﺍً، ﻓﺎﻟﺼﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ﻗﺘﻠﻬﻤﺎ ﻋﻤﺪﺍً ﻟﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺨﻄﺄ .
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻨﻮﻱ : ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻧﻮﺍﻩ ﻓﺮﺿﺎً ﺃﻭ ﺳﻨﺔ ﺃﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺘﺼﺤﺐ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ . ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻫﻲ :
ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﻄﻊ
ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ
ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺠﺰﻡ
ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻮﻱ ﺷﺮﻋﺎً ﺃﻭ ﻋﻘﻼً ﺃﻭ ﻋﺎﺩﺓ .
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ، ﺟﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
ﺳﺒﻊ ﺷﺮﺍﺋﻂ ﺃﺗﺖ ﻓﻲ ﻧﻴﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻤﻦ ﺣﺎﻭﻟﻬﺎ ﺑﻼ ﻭﺳﻦ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﻜﻢ ﻣﺤﻞ ﻭﺯﻣـــﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺷﺮﻁ ﻭﻣﻘﺼﻮﺩ ﺣﺴﻦ
ﺷﺮﻋﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
-1 ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ : ﻛﺎﻻﻏﺘﺴﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻮﺍﺟﺐ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﺐ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﺒﺮﺩ، ﻭﻣﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻟﺤﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻬﻞ ﻳﺜﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻷﻛﻞ؟ ﻻ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﻳﻼﺣﻖ ﺭﺟﻼً ﻳﻄﻮﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺭ ﺳﺒﻌﺎ ﻓﻬﻞ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻻ، ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ...
-2 ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺭﺗﺐ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ : ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺮﺽ ﺃﻭ ﻧﻔﻞ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﻓﻴﻨﻮﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺬﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻭﻳﻨﻮﻱ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺀ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻞ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺍﺗﺒﺔ .
ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﺍﻟﻨﻴﺔ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ : ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ، ﻭﻻ ﺗﻠﺘﺒﺲ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻓﻼ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻷﺫﺍﻥ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﺔِ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺳﺒﺒﻬﺎ : ﻓﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺻﻴﺎﻡ ﻓﺼﺎﻡ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﺻﺤﺖ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻭﺍﺣﺪ ﺻﺢ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﻫﺎ، ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺎﺱ ﻛﻈﻬﺎﺭ ﻭﻗﺘﻞ ﻭﺟﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻳﻤﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻻ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ .
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﻭﻙ : ﻛﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺳﺎﺕ، ﻓﻼ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﻃﻬﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺛﻮﺏ ﺻﺢ، ﻭﻛﺬﺍ ﻟﻮ ﺳﻘﻂ ﺟﻠﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﺑﻐﺔ ﻃﻬﺮ، ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻮﻱ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ، ﻓﻴﺼﺢ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻪ ﻫﺬﺍ .
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﺄﺧﻄﺄ :
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻓﺄﺧﻄﺄ ﺑﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﻀﺮ : ﻛﺄﻥ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺘﻮﺿﺄ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ .
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻛﺼﻼﺓ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻭ ﻛﺎﻟﻮﺗﺮ ﻭﺻﻼﺓ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻭﺍﻻﺳﺘﺴﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﻟﻢ ﻳﺼﺢ .
ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺗﻔﺼﻴﻼ ﺇﺫﺍ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﺃﺧﻄﺄ ﺿﺮ : ﻛﻤﻦ ﻧﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺰﻳﺪ ، ﻓﺒﺎﻥ ﻋﻤﺮﺍً ﻟﻢ ﻳﺼﺢ .
ﺇﺫﺍ ﻋﻘﺒﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻛﻤﻦ ﻧﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﻧﻴﺘﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ،ﻫﻞ ﺗﺒﻄﻞ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻡ ﻫﻲ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻻﻳﻀﺮﻫﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ؟
ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﻨﻄﻖ ﻭﻻﻳﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻨﻄﻖ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﻕ ﻭﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻻﺗﻘﻊ ﺍﺫﺍ ﺍﺳﺘﺜﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻧﻄﻖ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻛﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺼﻮﻡ . ﻓﻤﻦ ﻋﻘﺐ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ . ﺻﺤﺖ ﺻﻼﺗﻪ ﻭﺻﻮﻣﻪ .
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭﻗﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺭﺟﺤﻪ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺑﺎﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺘﺎﻕ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻴﻤﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ، ﻓﻌﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻﻣﺮﺃﺗﻪ : ﺃﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺃﺣﻤﺪ
ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻳﺮﻓﻊ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺢ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺖ ﻃﺎﻟﻖ ﺛﻼﺛﺎ ﺇﻻ ﺛﻼﺛﺎ، ﻭﻷﻧﻪ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻣﻠﻚ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺢ ﺗﻌﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﺍﺫﺍ ﻧﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺑﻄﻠﺖ ﻧﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﺮﺩﺩ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺠﺰﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻄﻞ ﺻﻮﻣﻪ ﻭﺻﻼﺗﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻃﻼﻗﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﻧﻮﻯ ﺍﻟﺘﺒﺮُّﻙ ﻓﻼ ﺗﺒﻄﻞ ﻧﻴﺘﻪ ﻭﻻ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻨﻴﺔ :
ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺩﻭﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ، ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺞ ﺑﺨﻼﻑ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ .
ﻭﺍﺳﺘﺤﺐ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﻘﻠﺐ
ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ؛ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﺳﺘﺤﺒﻪ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﺮﻫﻪ، ﻭﺭﺁﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳﻨﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺑﺠﻮﺍﺯﻫﺎ ﺃﻱ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻋﺪﻣﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻜﺮﺍﻫﺔ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻻ ﻟﻤﻦ ﻏﻠﺒﺘﻪ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻓﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺪﻓﻌﻬﺎ ﻋﻨﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ .
ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ :
ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﻟﻮ ﺣﻜﻤﺎً؛ ﻷﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﻤﺼﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﺘﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺣﻜﻤﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻧﻮﻯ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻄﻬﺮ ﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﺗﻜﻔﻲ ﻭﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﻗﻮﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ .
ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻷﻭﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻛﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻧﻪ ﻳﺘﻮﺿﺄ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﺫﺍ ﺑﺪﺃ ﺑﺄﻭﻝ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﺫﺍ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﻮﺍ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻻﺿﺤﻴﺔ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺗﺼﺢ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ
-1 ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﺩﻟﺘﻬﺎ ﻭﺃﺻﺮﺣﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻣﺮﺉ ﻣﺎ ﻧﻮﻯ ... ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻟﻴﺲ ﺩﻟﻴﻼً ﻟﻠﻘﺎﻋﺪﺓ ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ .
-2 ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻟﻴﻨﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻐﻠﺒﺘﻪ ﻋﻴﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻧﻮﻯ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻮﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ ﺻﺪﻗﺔ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﻱ : ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ .
ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﻣﺴﺘﺜﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ
-1 ﻟﻮ ﺍﻋﺘﻤﺮ ﺃﻭ ﺣﺞ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺞ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻐﻴﺮ، ﻓﻼ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻓﻴﻘﻊ ﺣﺠﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻣﻊ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻮﻩ ﻟﻨﻔﺴﻪ .
-2 ﻣﻦ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺮﻓﺔ ﺻﺢ ﺣﺠﺔ .
-3 ﻣﻦ ﺯﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ، ﺃﻭ ﻃﻠﻖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ، ﺃﻭ ﺃﺭﺟﻌﻬﺎ، ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺻﺪ ﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻔﻈﻪ، ﻭﻗﻊ ﻟﺤﺪﻳﺚ : ﺛﻼﺙ ﺟﺪﻫﻦ ﺟﺪ ﻭﻫﺰﻟﻬﻦ ﺟﺪ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﺔ .
ﺧﺎﻣﺴﺎً : ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻨﺪﺭﺟﺔ ﺗﺤﺖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ :
-1 ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ :
ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺻﻴﻐﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺗﺒﻌﺎً ﻻﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺗﺒﻌﺎً ﻟﻼﺗﻔﺎﻕ ﻭﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺻﺎﻏﻮﻫﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺨﺒﺮﻱ؛ ﻷﻥ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﻣﺪﻟﻮﻟﻬﺎ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻘﻬﺎﺅﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩﻭﻫﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ .
-2 ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﻯ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻓﺈﻥ ﻧﻮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻪ ﺭﺟﻊ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ :
ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺩَّﻯ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋﻠﻴﻪ – ﻣﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﺘﺮﻁ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻴﺔ - ﻭﻧﻮﻯ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﺩﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻓﻮﻉ ﻋﻨﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺑـﻪ، ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﻮ ﺷﻴﺌﺎً ﺳﻘﻂ ﺣﻘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ .
ﻣﺎﻛﺘﺐ ﺃﻋﻼﻩ ﻣﻠﺨﺺ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰ ﻓﻲ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﻻﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﺄﺗﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻛﺎﺭﻡ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﻭﺍﻹﻏﻨﺎﺀ ..
ﻓَﺎﻧﻈُﺮْ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧَﻈَﺮَ ﺍﻟﻤُﺴﺘَﺤﺴِﻦِ *** ﻭﺃﺣﺴِﻦِ ﺍﻟﻈَّﻦَّ ﺑﻬﺎ ﻭﺣَﺴِّﻦِ
ﻭﺇﻥْ ﺗَﺠِﺪْ ﻋَﻴﺒًﺎ ﻓَﺴُﺪَّ ﺍﻟﺨَﻠَﻼ *** ﻓَﺠَﻞَّ ﻣَﻦْ ﻻ ﻓﻴﻪِ ﻋَﻴﺐٌ ﻭَﻋَﻼ