انضم إلى قائمة المشتركين لدينا للحصول على آخر الأخبار والتحديثات والعروض الخاصة مباشرة في صندوق الوارد الخاص بك
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فيا أيها الأحبة! يحسن بنا ونحن نتكلم عن الإمام مالك -ولا أريد أن أطيل أكثر من ذلك، فإن الحديث عنه يطول جداً- أن نقدم لحضراتكم نبذة مختصرة صغيرة سريعة عن هذا الكتاب الجليل الذي أراد بعض الخلفاء أن يلزموا الناس به ألا هو كتاب الموطأ.
من المعلوم أننا جميعاً نسمع عن موطأ الإمام مالك ، وقل من يعرف عنه الشيء الكثير، فأقول ابتداءً: سمي الموطأ بالموطأ لأمرين: الأول: أنه وطأ.
أي: سهل ويسر به حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فسمي بالموطأ.
الأمر الثاني: أنه عرضه على سبعين فقيهاً من فقهاء أهل المدينة، فواطئوه على صحته، فسمي بالموطأ.
والموطأ كتاب يشتمل على كم كبير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين وأهل العلم من بعدهم، والموطأ لا يقتصر على الأحاديث المسندة فقط، وإنما يشتمل على الأحاديث المسندة والمرسلة والمنقطعة، وعلى البلاغات.
والبلاغات أن يقول مالك : بلغني كذا وكذا.
وكل كلمة من هذه الكلمات أعلم أنها تحتاج إلى شرح وتفصيل، والمجال والوقت لا يتسع لذلك.
أيضاً: من خصائص كتاب الموطأ: أن الإمام مالك كتبه في أربعين سنة، ولذا قال الشافعي قولته الجميلة: لا يوجد على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب الإمام مالك .
قال الحافظان: الذهبي و ابن الصلاح : قال الشافعي قولته هذه قبل أن يؤلف الصحيحان، فإن الصحيحين هما أصح الكتب بعد كتاب الله جل وعلا.
لماذا؟ لأن التحقيق أن موطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى يشتمل على بعض الأحاديث الضعيفة سواء كانت مسندة أو مرسلة أو منقطعة أو حتى في البلاغات، وهذا ما حققه بعض أهل العلم.
وهذه نبذة صغيرة سريعة عن الموطأ، وقد روى الموطأ عن الإمام مالك خلق كثير، وكذا شرحه جمع كبير من أهل العلم.