هل يحاسب الانسان على حديث النفس بالكفر
ما حكم حديث النفس و وسوسة النفس بالكفر
السؤال :
هل يحاسب الإنسان على حديث نفسه ولا ينطقه بلسانه
أحيانا يقول كلام بداخله لو يقوله بلسانه يكفر ويخرج من الملة
أو الاستهزاء بشيء
اليوم وأنا أصلي على السطح خرج إلي اخ وقال لي وانا أصلي : تركت كل الأمكنة و أتيت تصلي على السطح"
ضحكت في نفسي وقلت: مشان توصل بسرعة..
طبعا كله حديث داخلي وبعدها تذكرت وخفت أن أكون قد وقعت بالاستهزاء وأنا لا أعلم
أفيدونا جزاكم الله خيرا
الجواب :
الكلام النفسي من سب أو شتم أو استهزاء بالدين إن كان مجرد خاطر وحديث نفس، فلا يؤاخذ به العبد ما لم يتلفظ به، أو يعمل بمقتضاه، أو يستقر في قلبه بحيث يصير اعتقاداً لا ينفر منه صاحبه ولا يكرهه،
ثم إن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان.
فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك.
السؤال :
ما حكم من يسب الله ثم يتوب ويستغفر الله ثم يسب الله وهكذا كلما غضب وهل معنى (لا تخليني أكفر) هل هذا كفر؟
الجواب :
العلماء في ذلك على خلاف إلا أن باب التوبة مفتوح لا يغلق فمن أخلص التوبة لله تعالى بصدق قبلت توبته ولو عاد إلى الذنب أكثر مرة ما لم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها ..
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم "لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته وسقطت ذنوبه"
ومن قال بعدم قبول توبة الشخص إذا تكررت ردته سواء كانت سباً لله أو ردة أو غير ذلك إنما يقصد الحكم في الظاهر، أي أنه يقام عليه حد الردة بعد ثلاث، وأما في الباطن فلا خلاف في أن توبته مقبولة.
قال ابن عبد البر في الاستذكار "روي عن علي -رضي الله عنه- أنه قال المرتد يستتاب، فان تاب قبل منه، ثم إن ارتد يستتاب فان تاب قبل منه، ثم إن ارتد يستتاب، فان تاب قبل منه، فان ارتد بعد الثلاث قتل ولم يستتب، وقالت به طائفة من العلماء"
ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية قبول توبته إذا أخلص وأنه لا يعذب في الدنيا ولا في الآخرة .
أما قوله : "لا تخليني أكفر" فإن العزم على الكفر كفر، فإن كان عازما على الكفر فقد كفر بهذا القول ، وإذا كان لا يقصد أنه سيكفر -فعلاً- وإنما يقصد ردع مخاطبه عن الكلام له. فإنه لا يكفر بذلك، ولكن عليه أن يستغفر الله تعالى ويتجنب من الكلام ما قد يجره إلى الوقوع في المحظور .
د. إبراهيم شاشو